|
||
|
خصائص
المعلم الفعال
إن للمعلم دورا هاما
في تحديد فعالية التعليم
ونجاحه ، الأمر الذي دفع
العديد من الباحثين إلى دراسة
خصائص المعلم الفعال كما
يدركها أفراد عديدون ، كالطلاب
، والمعلمين ، والمديرين ،
والمشرفين التربويين ،
والآباء ..... الخ ، وذلك للوقوف
على أهم الخصائص ذات الارتباط
الوثيق بنجاح العملية
التعليمية . ويمكن تصنيف هذه
الخصائص في فئتين ، فئة
الخصائص المعرفية ، وفئة
الخصائص الشخصية . الخصائص
المعرفية...
إن حصيلة المعلم
المعرفية ، وقدراته العقلية ،
والأساليب التي يتبعها في
استثارة طلابه ، هي من العوامل
التي يجب أخذها في الحسبان عند
البحث في الخصائص المعرفية
للمعلم الفعال . بيد انه يصعب
قياس أو تقدير الدور الذي
تلعبه مثل هذه الخصائص في
فعالية التعليم ، لأن هذه
الفعالية لا تعتمد على معارف
المعلم وقدراته العقلية فقط ،
بل تعتمد على أيضا على
الاستراتيجيات التي يتبعها في
عملية التواصل مع طلابه وإيصال
ما يعرف إليهم
.ويمكن تصنيف الخصائص
المعرفية للمعلم الفعال في عدة
عوامل أهمها : 1_
الإعداد الأكاديمي والمهني :
يرتبط إعداد المعلم
أكاديميا ومهنيا على نحو
إيجابي بفعالية التعليم . فقد
أشارت بعض البحوث إلى وجود
ارتباط إيجابي بين مستوى
التحصيل الأكاديمي للمعلمين
وفعاليتهم التعليمية كما
يقدرها الإداريون والمشرفون
والتربويون في ضوء إعداد الخطط
الدراسية والتعامل مع الطلاب .
فالمعلم المتفوق في ميدان
تخصصه ، والمؤهل مهنيا على نحو
جيد ، يغدو اكثر فعالية من
المعلم الأقل تفوقا وإعدادا ،
إذا قيست هذه الفعالية بمستوى
طلابه وقد يعود سبب ذلك إلى كون
العوامل التي تجعل الطالب
متفوقا ، هي ذاتها التي تجعل
المعلم فعالا ، كالقدرة
العقلية ، والجد ، والمثابرة ،
والميل إلى القراءة وسعة
الاطلاع ... الخ . 2_
اتساع المعرفة والاهتمامات :
إن التعليم الناجح
والفعال ، لا يرتبط بتفوق
المعلم في ميدان تخصصه
والميادين الأخرى ذات العلاقة
فقط ، بل يرتبط أيضا بمدى
اهتماماته وتنوعها . إن معرفة
المعلم بالمسائل التي تقع خارج
ميدان تخصصه والميادين الأخرى
ذات العلاقة بهذا التخصص ،
وسعة اطلاعه على هذه المسائل ،
تجعله اكثر فعالية من المعلم
الأقل اهتماما ومعرفة واطلاعا
. 3_
المعلومات المتوافرة للمعلم
عن طلابه :
تشكل كمية المعلومات
المتوافرة لدى المعلم عن خصائص
طلابه المختلفة ، متغيرا هاما
من متغيرات
الخصائص المعرفية
للمعلم الفعال ، فقد تبين
أن هذا النوع من المعلومات
يرتبط على نحو وثيق بفعالية
التعليم واتجاهات الطلاب نحو
الدراسة والمعلمين . إن الطلاب الذين
يدرسون مع معلمين يملكون
معلومات وافرة عن طلابهم ،
يمتازون بتحصيل علمي أعلى من
المستوى التحصيلي للطلاب
الذين يدرسون مع معلمين لا
يعرفون عن طلابهم إلا اليسير
من المعلومات . إن معرفة المعلم
أسماء طلابه وقدراتهم العقلية
ومستويات نموهم وتحصيلهم ،
وخلفياتهم الاقتصادية ،
والاجتماعية والثقافية ،
وكذلك معرفة اتجاهاتهم
وميولهم وقيمهم ، تجعله اكثر
فعالية في تواصله وتعامله معهم
. 4_
استخدام المنظمات التقدمية :
إن المعلم الأكثر
فعالية ، يلجأ إلى استخدام
استراتيجيات تجعل تعلم طلابه
ذا معنى ، وذلك من خلال إعداد
هؤلاء الطلاب معرفيا لدى تقديم
المواد أو المعلومات الجديدة .
ويبدو أن المعلم الفعال أكثر
ميلا إلى تزويد طلابه بما يسمى
بالمنظمات المتقدمة ، وهي
عبارة عن معلومات أو مراجعات
أو قراءات قصيرة عامة ، يكون
الطلاب على ألفة بها أكثر من
ألفتهم بالمادة التعليمية
الأكثر تعقيدا وتحديدا . وتقوم
هذه المقدمات بحسر الفجوة بين
معلومات الطلاب السابقة
والمعلومات الجديدة التي
تنطوي عليها المادة الدراسية
موضوع الاهتمام ، وبذلك يسهل
عليهم تمييز المادة الجديدة
وفهمها ودمجها في بنيتهم
المعرفية السابقة . الخصائص
الشخصية ...
إن التباين بين
المعلمين من حيث الاتجاهات
والقيم وسمات الشخصية ، أكبر
مدى من تباينهم في القدرة
العقلية العامة والمتغيرات
المعرفية الأخرى ، لذلك فقد
تكون المتغيرات الانفعالية
والشخصية ، أكثر أهمية في
تحديد تباين فعالية المعلمين
التعليمية من المتغيرات
المعرفية ، ومن أهم الخصائص
الشخصية التي بينت الدراسات
علاقتها بالتعليم الناجح أو
أثرها فيه : 1_
الاتزان والدفء والمودة :
إن شخصية المعلم تؤثر
في سلوك الطلاب التحصيلي وغير
التحصيلي، كما إن ارتباط
فعالية التعليم بخصائص
المعلمين الانفعالية ، أقوى من
ارتباطها بخصائصهم المعرفية ،
حيث تبين أن المعلمين الأكثر
فعالية ، يمتازون بالتسامح
تجاه سلوك تلاميذهم ودوافعهم ،
ويعبرون عن مشاعر ودية حيالهم
، ويفضلون استخدام الإجراءات
التعليمية غير الموجهة (
كالمناقشة والاستنتاج
والاستقراء) على الإجراءات
الموجهة ( كالمحاضرة والتلقين )
في تفاعلهم الصفي ، كما ينصتون
لتلاميذهم ويتقبلون أفكارهم
ويشجعونهم على المشاركة في
النشاطات الصفية المختلفة . إن تفضيل المتعلمين
لسمات الدفء والتعاطف
والاهتمام والتعاون غير مقصور
على المدارس الابتدائية فقط ،
بل هناك ما يوحي بأن طلاب
الجامعات يفضلون الأساتذة
الذين يوجهون انتباههم إلى
طلابهم ويهتمون بمشكلاتهم
الشخصية والأكاديمية على حد
سواء ، ويعتبرونهم افضل
الأساتذة وأكثرهم فعالية. 2_
الحماس :
إن مستوى حماس المعلم
في أداء مهمته التعليمية يؤثر
في فاعلية التعليم على نحو
كبير ، ويساهم في تباين الطلاب
من حيث مستوى التحصيل ومن حيث
اتجاهاتهم نحو المادة
الدراسية ومدرسها . 3_
الإنسانية :
إن المعلم الإنسان ،
هو المعلم القادر على التواصل
مع الآخرين والمتعاطف والودود
والصادق والمتحمس والمرح
والديمقراطي والمنفتح
والمبادر والقابل للنقد
والمتقبل للآخرين. وقد يبدو صحيحاً أن
بعض السمات الشخصية المناقضة ،
كالتزمت والدكتاتورية
والعصبية والانغلاق وعدم تقبل
الآخرين والحساسية تجاه النقد
، تجعل من المعلم أقل فعالية ،
إلا انه يجب الاعتراف بأنه ما
من معلم يمتلك تلك الخصائص
الحميدة جميعها ، فقد يتصف بعض
المعلمين ببعض الخصائص
الشخصية غير المرتبطة بفعالية
التعليم ، ومع ذلك يتقبل
الطلاب مثل هذه الخصائص ،لأنهم
لا ينشدون الكمال من المعلم
وينزعون إلى التسامح في
اتجاهاتهم نحوه ، فقد يقرون
بفاعلية المعلم ومهارته على
الرغم من " تزمته وقسوته "
. إن الطالب لا يتوقع من
المعلم أكثر من المساعدة
والتفهم والتعاطف على المستوى
السلوكي ، فما لم تتجسد مثل هذه
الخصائص في سلوك تعليمي فلن
تكون مفيدة ولن تؤدي إلى إحداث
تغيير في العلاقات الصفية
والتفاعل الصفي . فاعلية
المعلم ...
إن عملية التعليم
نشاط مركب ينطوي على العديد من
المتغيرات المتفاعلة على نحو
ديناميكي ، فهناك المتغيرات
الخاصة بالمعلم والمتعلم
والمادة الدراسية وطريقة
التدريس والظروف أو الأوضاع
التعليمية . لهذا ، لا يمكن
تحديد أو تعريف فاعلية المعلم
في ضوء مجموعة بسيطة من السمات
أو الخصائص الشخصية ، أو في ضوء
مجموعة من الإجراءات
الأكاديمية . فعلى الرغم من وجود
أنماط تعليمية معينة أفضل من
أنماط أخرى ، إلا انه لا يوجد
نمط تعليمي جيد على نحو مطلق ،
فما من نمط تعليمي يصلح
للأوضاع التعليمية جميعها ، أو
يناسب المواد التعليمية
جميعها ، أو المعلمين جميعهم
أو المتعلمين جميعهم . ولما كان العمل
التعليمي على هذا النحو من
التعقيد ، فيجب أن يقوم على
مبادئ وقواعد ونظريات ثبت
صدقها وفعاليتها على نحو مقبول
، بحيث يتمكن المعلم القادر من
تبينها واستخدامها في معالجة
العديد من المشكلات اليومية
التي تواجهه في غرفة الصف ،
ولكن مثل هذه المبادئ والقواعد
والنظريات لا تترجم إلى
ممارسات صفية أو سلوك تعليمي
على نحو آلي ، بل يقتصر دورها
على تزويد المعلم بموجهات عامة
تمكنه من ممارسة عمله المهني
على نحو أفضل . |
جميع حقوق الطبع محفوظة لواحة الرياضيات 2002 - 2003 |