بأشراف الأستاذ: مدحت

   مدرسة دبي الثانوية

خصـــــــائص المعلـــــــم الفعـــــال

 

خصائص المعلم الفعال

إن للمعلم دورا هاما في تحديد فعالية التعليم ونجاحه ، الأمر الذي دفع العديد من الباحثين إلى دراسة خصائص المعلم الفعال كما يدركها أفراد عديدون ، كالطلاب ، والمعلمين ، والمديرين ، والمشرفين التربويين ، والآباء ..... الخ ، وذلك للوقوف على أهم الخصائص ذات الارتباط الوثيق بنجاح العملية التعليمية . ويمكن تصنيف هذه الخصائص في فئتين ، فئة الخصائص المعرفية ، وفئة الخصائص الشخصية .

الخصائص المعرفية...

إن حصيلة المعلم المعرفية ، وقدراته العقلية ، والأساليب التي يتبعها في استثارة طلابه ، هي من العوامل التي يجب أخذها في الحسبان عند البحث في الخصائص المعرفية للمعلم الفعال . بيد انه يصعب قياس أو تقدير الدور الذي تلعبه مثل هذه الخصائص في فعالية التعليم ، لأن هذه الفعالية لا تعتمد على معارف المعلم وقدراته العقلية فقط ، بل تعتمد على أيضا على الاستراتيجيات التي يتبعها في عملية التواصل مع طلابه وإيصال ما يعرف إليهم  .ويمكن تصنيف الخصائص المعرفية للمعلم الفعال في عدة عوامل أهمها :

1_ الإعداد الأكاديمي والمهني :

يرتبط إعداد المعلم أكاديميا ومهنيا على نحو إيجابي بفعالية التعليم . فقد أشارت بعض البحوث إلى وجود ارتباط إيجابي بين مستوى التحصيل الأكاديمي للمعلمين وفعاليتهم التعليمية كما يقدرها الإداريون والمشرفون والتربويون في ضوء إعداد الخطط الدراسية والتعامل مع الطلاب . فالمعلم المتفوق في ميدان تخصصه ، والمؤهل مهنيا على نحو جيد ، يغدو اكثر فعالية من المعلم الأقل تفوقا وإعدادا ، إذا قيست هذه الفعالية بمستوى طلابه وقد يعود سبب ذلك إلى كون العوامل التي تجعل الطالب متفوقا ، هي ذاتها التي تجعل المعلم فعالا ، كالقدرة العقلية ، والجد ، والمثابرة ، والميل إلى القراءة وسعة الاطلاع ... الخ .

2_ اتساع المعرفة والاهتمامات :

إن التعليم الناجح والفعال ، لا يرتبط بتفوق المعلم في ميدان تخصصه والميادين الأخرى ذات العلاقة فقط ، بل يرتبط أيضا بمدى اهتماماته وتنوعها . إن معرفة المعلم بالمسائل التي تقع خارج ميدان تخصصه والميادين الأخرى ذات العلاقة بهذا التخصص ، وسعة اطلاعه على هذه المسائل ، تجعله اكثر فعالية من المعلم الأقل اهتماما ومعرفة واطلاعا .

3_ المعلومات المتوافرة للمعلم عن طلابه :

تشكل كمية المعلومات المتوافرة لدى المعلم عن خصائص طلابه المختلفة ، متغيرا هاما من متغيرات  الخصائص المعرفية  للمعلم الفعال ، فقد تبين أن هذا النوع من المعلومات يرتبط على نحو وثيق بفعالية التعليم واتجاهات الطلاب نحو الدراسة والمعلمين .

إن الطلاب الذين يدرسون مع معلمين يملكون معلومات وافرة عن طلابهم ، يمتازون بتحصيل علمي أعلى من المستوى التحصيلي للطلاب الذين يدرسون مع معلمين لا يعرفون عن طلابهم إلا اليسير من المعلومات .

إن معرفة المعلم أسماء طلابه وقدراتهم العقلية ومستويات نموهم وتحصيلهم ، وخلفياتهم الاقتصادية ،  والاجتماعية والثقافية ، وكذلك معرفة اتجاهاتهم وميولهم وقيمهم ، تجعله اكثر فعالية في تواصله وتعامله معهم .

4_ استخدام المنظمات التقدمية :

إن المعلم الأكثر فعالية ، يلجأ إلى استخدام استراتيجيات تجعل تعلم طلابه ذا معنى ، وذلك من خلال إعداد هؤلاء الطلاب معرفيا لدى تقديم المواد أو المعلومات الجديدة . ويبدو أن المعلم الفعال أكثر ميلا إلى تزويد طلابه بما يسمى بالمنظمات المتقدمة ، وهي عبارة عن معلومات أو مراجعات أو قراءات قصيرة عامة ، يكون الطلاب على ألفة بها أكثر من ألفتهم بالمادة التعليمية الأكثر تعقيدا وتحديدا . وتقوم هذه المقدمات بحسر الفجوة بين معلومات الطلاب السابقة والمعلومات الجديدة التي تنطوي عليها المادة الدراسية موضوع الاهتمام ، وبذلك يسهل عليهم تمييز المادة الجديدة وفهمها ودمجها في بنيتهم المعرفية السابقة .

الخصائص الشخصية ...

إن التباين بين المعلمين من حيث الاتجاهات والقيم وسمات الشخصية ، أكبر مدى من تباينهم في القدرة العقلية العامة والمتغيرات المعرفية الأخرى ، لذلك فقد تكون المتغيرات الانفعالية والشخصية ، أكثر أهمية في تحديد تباين فعالية المعلمين التعليمية من المتغيرات المعرفية ، ومن أهم الخصائص الشخصية التي بينت الدراسات علاقتها بالتعليم الناجح أو أثرها فيه :

1_ الاتزان والدفء والمودة :

إن شخصية المعلم تؤثر في سلوك الطلاب التحصيلي وغير التحصيلي، كما إن ارتباط فعالية التعليم بخصائص المعلمين الانفعالية ، أقوى من ارتباطها بخصائصهم المعرفية ، حيث تبين أن المعلمين الأكثر فعالية ، يمتازون بالتسامح تجاه سلوك تلاميذهم ودوافعهم ، ويعبرون عن مشاعر ودية حيالهم ، ويفضلون استخدام الإجراءات التعليمية غير الموجهة ( كالمناقشة والاستنتاج والاستقراء) على الإجراءات الموجهة ( كالمحاضرة والتلقين ) في تفاعلهم الصفي ، كما ينصتون لتلاميذهم ويتقبلون أفكارهم ويشجعونهم على المشاركة في النشاطات الصفية المختلفة .

إن تفضيل المتعلمين لسمات الدفء والتعاطف والاهتمام والتعاون غير مقصور على المدارس الابتدائية فقط ، بل هناك ما يوحي بأن طلاب الجامعات يفضلون الأساتذة الذين يوجهون انتباههم إلى طلابهم ويهتمون بمشكلاتهم الشخصية والأكاديمية على حد سواء ، ويعتبرونهم افضل الأساتذة وأكثرهم فعالية.

2_ الحماس :

إن مستوى حماس المعلم في أداء مهمته التعليمية يؤثر في فاعلية التعليم على نحو كبير ، ويساهم في تباين الطلاب من حيث مستوى التحصيل ومن حيث اتجاهاتهم نحو المادة الدراسية ومدرسها .

3_ الإنسانية :

إن المعلم الإنسان ، هو المعلم القادر على التواصل مع الآخرين والمتعاطف والودود والصادق والمتحمس والمرح والديمقراطي والمنفتح والمبادر والقابل للنقد والمتقبل للآخرين.

وقد يبدو صحيحاً أن بعض السمات الشخصية المناقضة ، كالتزمت والدكتاتورية والعصبية والانغلاق وعدم تقبل الآخرين والحساسية تجاه النقد ، تجعل من المعلم أقل فعالية ، إلا انه يجب الاعتراف بأنه ما من معلم يمتلك تلك الخصائص الحميدة جميعها ، فقد يتصف بعض المعلمين ببعض الخصائص الشخصية غير المرتبطة بفعالية التعليم ، ومع ذلك يتقبل الطلاب مثل هذه الخصائص ،لأنهم لا ينشدون الكمال من المعلم وينزعون إلى التسامح في اتجاهاتهم نحوه ، فقد يقرون بفاعلية المعلم ومهارته على الرغم من " تزمته وقسوته " .

إن الطالب لا يتوقع من المعلم أكثر من المساعدة والتفهم والتعاطف على المستوى السلوكي ، فما لم تتجسد مثل هذه الخصائص في سلوك تعليمي فلن تكون مفيدة ولن تؤدي إلى إحداث تغيير في العلاقات الصفية والتفاعل الصفي .

فاعلية المعلم ...

إن عملية التعليم نشاط مركب ينطوي على العديد من المتغيرات المتفاعلة على نحو ديناميكي ، فهناك المتغيرات الخاصة بالمعلم والمتعلم والمادة الدراسية وطريقة التدريس والظروف أو الأوضاع التعليمية . لهذا ، لا يمكن تحديد أو تعريف فاعلية المعلم في ضوء مجموعة بسيطة من السمات أو الخصائص الشخصية ، أو في ضوء مجموعة من الإجراءات الأكاديمية .

فعلى الرغم من وجود أنماط تعليمية معينة أفضل من أنماط أخرى ، إلا انه لا يوجد نمط تعليمي جيد على نحو مطلق ، فما من نمط تعليمي يصلح للأوضاع التعليمية جميعها ، أو يناسب المواد التعليمية جميعها ، أو المعلمين جميعهم أو المتعلمين جميعهم .

ولما كان العمل التعليمي على هذا النحو من التعقيد ، فيجب أن يقوم على مبادئ وقواعد ونظريات ثبت صدقها وفعاليتها على نحو مقبول ، بحيث يتمكن المعلم القادر من تبينها واستخدامها في معالجة العديد من المشكلات اليومية التي تواجهه في غرفة الصف ، ولكن مثل هذه المبادئ والقواعد والنظريات لا تترجم إلى ممارسات صفية أو سلوك تعليمي على نحو آلي ، بل يقتصر دورها على تزويد المعلم بموجهات عامة تمكنه من ممارسة عمله المهني على نحو أفضل .

   

Back to home page  .. الرجوع .. Back to home page

جميع حقوق الطبع محفوظة لواحة الرياضيات 2002 - 2003